الصناعات اليدوية ودورها في التنمية المستدامة بالمملكة العربية ‏السعودية

    تعد الصناعات اليدوية التقليدية بالمملكة العربية السعودية محورا أساسيا في جهود التنمية المستدامة - الصناعية والسياحية - كما أنها من مظاهر التراث الثقافي التقليدي بها، وهذا ما يظهر بوضوح في مدى إقبال السائحين على هذه الصناعات خاصة التراثية منها، فهي تمثل تراثا غنيا يتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل، كما أن له حضور شامل في مختلف جوانب المجتمع السعودي ومنها منطقة عسير، إلى جانب أنها تعدُّ من أهم الروافد التراثية المستوحاة من واقع الطبيعة بالمملكة، كما أنها تشكل مصدرًا مهمًّا من مصادر الدخل، وهى عامل من عوامل الانتعاش الاقتصادي لمنطقة الدراسة؛ نظرا لانتشارها الواسع بالمملكة، إذ تتعايش الصناعات اليدوية مع بقية الأنشطة الأخرى، فقد لعبت هذه الصناعات،- ومازالت- دورًا مهما في الحياة الاقتصادية بمنطقة الدراسة منذ القدم، بل وفي الوقت الراهن رغم كل ما أصابها من جراء الاتجاه إلي الصناعات التكنولوجية الحديثة. يتبين مما سبق تعاظم الدور الذي يمكن أن تؤديه الصناعات اليدوية التقليدية في التنمية المستدامة بالمملكة، وذلك في ظل التوجهات الرامية إلى التنمية والتصنيع بالمملكة في ضوء رؤية 2030، لذا شهدت الصناعات اليدوية التقليدية أشكالًا مختلفة من التطوير والتحديث، دون التأثير في هويتها وأصالتها. وتأسيسا على ما تقدم فإن الاهتمام بالصناعات اليدوية التقليدية ذات الطابع التراثي يعمل على بث الوعي لإحياء قيمة العمل اليدوي لجذب جيل جديد من الصناع الحرفيين للعمل فيها وتحويلها لصناعة تقليدية تراثية تواكب العصر ذات سمة حضارية حديثة، وذلك تفاديا لفقدان تلك القيم والتقاليد المتوارثة لهذه الصناعات، أي الحفاظ على الهوية الثقافية، لذا فهذه الصناعات هي الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقا للتيسيرات التى تزيل العوائق؛ نظرا لان هذه الصناعات يمكن أن تحقق أهدافا وآمالا كبيرة للاقتصاد. وسوف تعالج هذه الدراسة ماهية وأهمية الصناعات اليدوية، هذا إلي جانب دراسة الأبعاد الجغرافية لهذه الصناعات من خلال التطرق للتوزيع القطاعي لها، وكذلك التوزيع الجغرافي وفقا للمناطق، كما ستتطرق الدراسة إلي آفاق التنمية المستدامة للصناعات اليدوية التقليدية بالمملكة.