البحر الأحمر: تاريخ من الصراع الجيوبولتيكي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

وزارة التعليم – المملكة العربية السعودية

المستخلص

نظراً لما للبحر الأحمر من أهمية جيوبولتيكية وجيوستراتيجية على صعيد الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية، وكونه أحد أهم طرق الربط البحري في العالم، وبالتالي تأثيره على خارطة التجارة والاقتصاد والسياسة العالمية، مما جعله بذلك محطاً للاهتمام، وموضوعاً للبحث والتقصي والتحليل في العديد من الدراسات والأبحاث. وعليه قامت هذه الدراسة بالتتبع الجغرافي السياسي التاريخي للقوى التي سيطرت على البحر الأحمر أو على جزء منه، بالإضافة إلى دراسة سياسات القوى الدولية والإقليمية تجاه البحر الأحمر. توصلت الدراسة إلى أن المناطق المطلة على البحر الأحمر احتلت أهمية كبرى على الصعيد العالمي والإقليمي، لأهميتها الاستراتيجية، والسياسية، والاقتصادية. وبحكم كون البحر الأحمر طريقاً بحرياً استراتيجياً، فقد أصبح أحد بؤر الصراع الدولي، وجزءاً مهماً من الاستراتيجية العالمية، ما حفّز الدول الكبرى للسعي لإحكام السيطرة عليه، وإيجاد موطئ قدم فيه، مما جعل لهذا الصراع والتدخل الأجنبي في المنطقة وثقافتها وحضارتها الأثر الكبير في حساسية هذه المنطقة منذ الأزل، وستظل هذه الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر هي الأساس كمحور للصراع حوله. كما توصلت الدراسة إلى أن تاريخ البحر الأحمر يعد اختزالاً مثالياً لتاريخ العلاقات الدولية، التي تقوم منذ القدم على توازن القوى يبن الدول صاحبة النفوذ، وقد ترتب على ذلك مواقف وسلوك انتهجته هذه الدول لتحقيق مطالبها بما في ذلك بسط سيطرتها ونفوذها مما كان له أثره البالغ على المناطق المطلة على البحر الأحمر. وأوصت الدراسة بإيجاد منظمة إقليمية تجمع الدول العربية المطلة على البحر الأحمر (على شاكلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي) تحت إطار مبادئ الجامعة العربية، للعمل في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، بهدف التكامل وتوحيد السياسات والرؤى بين الدول العربية المطلة على البحر الأحمر. وأن تعمل الدول العربية المطلة على البحر الأحمر على إبعاد المنطقة عن الاستقطاب الدولي والإقليمي، مهما كانت الظروف التي تدفعها لمثل هذا الاستقطاب، والسعي للقضاء على أي أطماع دولية وإقليمية تهدد الأمن القومي للدول العربية المطلة على البحر الأحمر.