مستويات خصوبة السعوديات في منطقة الجوف: دراسة للمحددات ‏الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية ‏‎ (2024–1974)‎

  تهدف هذه الدراسة إلى تحليل مستويات الخصوبة لدى النساء السعوديات في منطقة الجوف، التي تُسجل أعلى معدل خصوبة في المملكة (4.44 مولود حي لكل امرأة مقابل المعدل الوطني البالغ 2.8)، واستكشاف محدداتها الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، باستخدام بيانات ثانوية من التعدادات والمسوحات السكانية، وبيانات أولية جُمعت من خلال استبانة ميدانية شملت عينة من 383 امرأة متزوجة أو سبق لها الزواج. أظهرت النتائج أن الخصوبة في الجوف تتأثر بعدة عوامل، من أبرزها: مهنة الأم، سنوات الزواج، دخل الأسرة، واستخدام وسائل تنظيم الأسرة. كما بيّنت التحليلات الإحصائية (تحليل التباين والانحدار الخطي) أن تعليم الأم له تأثير معنوي واضح في خفض معدلات الخصوبة، في حين لم يظهر تعليم الأب تأثيرًا دالاً إحصائيًا. وأظهر معامل الارتباط بيرسون وجود علاقة موجبة قوية بين عدد الأبناء وطول فترة الزواج Sig.=0.000)، r=0.738) مما يعكس الترابط الوثيق بين طول فترة الزواج ومستويات الخصوبة لدى النساء في المنطقة، ويؤكد استمرار تأثير بعض المحددات التقليدية إلى جانب مظاهر التحول الديموغرافي. أوصت الدراسة بتعزيز برامج التوعية بالصحة الإنجابية، وتوسيع فرص تعليم المرأة، وتطوير السياسات السكانية والتنموية بما يراعي الخصوصيات الإقليمية. كما دعت إلى تهيئة بيئة عمل مرنة للمرأة، وتحسين الاستقرار السكني للأسر، وتوجيه برامج مكثفة للمناطق مرتفعة الخصوبة، مثل الجوف، إلى جانب دعم الدراسات المستقبلية لرصد التحولات الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالإنجاب.